Advertisements

دكتور خالد غطاس يقود عربة الأمل.. "read انت ومريض"

ليس بالدواء وحده يشفى الإنسان ! فهناك آلام تستنزف الروح وتضني النفس البشرية لتحول الإنسان إلى جثة متحركة تسير نحو هاوية الملل واليأس والحزن. فكيف الحال إذ كانت هذه الآلام تفتك بالروح والجسد معا؟ معضلة حقيقية دفعت الدكتور "خالد غطاس" إلى إطلاق مبادرة غريبة وفريدة من نوعها تحت "عنوان Read أنت ومريض" والتي تقوم على جمع كتب عربية ذات مواضيع متنوعة ومختلفة من قبل الراغبين بالتبرع بها من مواقع غير مألوفة مثل المقاهي والصالونات وغيرها لإخراج فكرة وجود الكتب من إطار مكانها التقليدي، ووضعها على عربة نقّالة في المستشفيات والتنقل بها بين غرف وأسرّة المرضى، الأمر الذي يتيح الفرصة لكل مريض لقراءة كتابه المفضل. وعن أهمية هذه المبادرة، يوضح دكتور ''خالد غطاس''، أن تعزيز قدرة المرضى على القراءة قد يساهم بعملية شفائهم، فالمريض يحتاج دائماً إلى من يخاطب عقله وروحه من خلال كلمات تبلسم الجراح. وشدد على أن هذه المبادرة تساهم بطرح مواضيع شيقة من شأنها تَوْلِيد نقاشات مثيرة ونشر الوعي بين أفراد المجتمع . إلا أن مما لا شك فيه أن هذه المبادرة لم تلد من العدم، بل كانت وليدة أفكار الدكتور خالد التي استلهمها من قراءات واطلاعات عدة، وأهمها فيلم The Shaw shank Redemption للممثل Moorage Freeman . فهذا الفيلم تدور أحداثه حول سجناء يقرؤون كتب يوزعها عليهم رجل عجوز من خلال عربة نقّالة. واعتبر الدكتور خالد، من خلال مقطع فيديو نشره عبر حسابه الرسمي على موقع التّواصل الاجتماعيّ إنستغرام ،" أن السجين والمريض كلاهما مقيدان أي محرومان من حريتهما، ومن خلال القراءة والكتب ستولد حتما فسحة من الأمل والخيال وتسرق السجين والمريض من الواقع الأليم فانطلقت هذه المبادرة التي لاقت رواجاً واسعاً وقبولاً كبيراً، وأبصرت النور في إحدى المستشفيات بمساعدة فريق عمل من الشباب والشابات الذين تطوعوا من مختلف المناطق اللبنانية (بيروت، البقاع، طرابلس والجنوب). ولكن في ظل تفشي جائحة كورونا في لبنان اضطر الدكتور غطاس وفريقه أن يوقفوا المبادرة قَصْرِي، كيف لا والهدف الأول والأخير هو المريض! لكن توقف مبادرة لا يعني توقف عزيمة رجل يريد أن يدخل بعض الحياة في حياتنا وبعض الإنسان في إنسانيتنا أيمانا منه بأن الأمل المجنون في زمن اليأس الراسخ، هو أقوى أنواع المقاومة وأشرسها من هنا انطلق العمل الجاد من جديد بهدف إطلاق مشروع "الورشة" ، لأنه كل ما صُدّ باب للأمل فتح غيره. لذلك ما كان "للورشة" ألا أن تبصر النور. كتابة : انجيلا وهبة /منال شحادة